خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

إصدارات ..«حكايا شعبية اردنية».. انعكاس للبيئة المحلية وموروثها

إصدارات ..«حكايا شعبية اردنية».. انعكاس للبيئة المحلية وموروثها

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

إعداد: هديل الخريشا
يرتكز كتاب «حكايا شعبية اردنية» على خبرة الكاتب د. احمد شريف الزعبي الشخصية، والبيئة الريفية التي نشا فيها، والحكايا الشعبية في الريف الاردني غالبا ما نرى فيها تجسيدا للصراع القائم بين قوى الخير والشر، وهي كما في اغلب المجتمعات العربية، يسردها رواية في جماعة من المتلقين، وهو يحفظها مشافهة عن رواية اخر، ولكنه يؤديها بالفاظ الحكاية وان كان يتقيد بشخصياتها وحوادثها ومجمل بنائها العام، وغالبا ما ترويها العجائز لاحفادهن، كما يرويها الرجال في المضافات في المواقف والاعتبار وضرب المثل.
واستهل الكاتب والروائي هاشم غرايبة في تقديمه الكتاب:»بقدر عمق جذور الثقافة الانسانية المشتركة في سرد الحكايات عبر التاريخ واتساعها في الجغرافيا، الا ان خصوصية الحكايا الشعبية انها تعكس البيئة المحلية واسلوب العيش فيها وموروثها الروحي والمادي، لذا فهي تتنوع متحولة الى مواضيع واشكال متباينة مع مرور الزمن، وتتلون بالموروث الذي ترتكز عليه حسب اعراف وتقاليد ومعتقدات كل منطقة على حدة، بل ان هذا التنوع تبدى في القرية الواحدة، ويختلف باختلاف الرواة ما بين البادية والريف والمدينة».
وقدم د. الزعبي في كتابه الصادر حديثا عن عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع نماذج مختلفة من القص الشعبي، فقد تاتي الحكاية على صيغة حكمة، او تحكي قصة مثل سائر، وقد تمتحن هموم الناس وطموحاتهم، وهذه القصص غالبا ما تحض على مكارم الاخلاق، ويجري تداولها للتعويض عن عدم مقدرة الانسان على تحقيق رغبات معينة كان من الصعب عليه تحقيقها، وتلقى الحكايا بلغة خاصة متميزة ليس لغة الحديث العادي، مما يمنحها قدرة على الايماء والتاثير، وغالبا ما يكون الالقاء بتلوين صوتي يناسب المواقف والشخصيات وباشارات من اليدين والعينين والراس فيها قدرة من التمثيل والتقليد، من حكايا الجدات وسواليف الحراثين وحكمة الشيوخ- بحسب غرايبة.
وقال د. الزعبي في كتابه الواقع في 256 صفحة من القطع المتوسط:»عني العرب بالتراث الشعبي، وذلك بالتوثيق في الكتب والقراطيس، مثل كتاب الاغاني للاصفهاني، كما الفت في العصر المملوكي الحكايات الشعبية مثل تغريبة بني هلال، وعززت هذه الروايات قيم البطولة والكرم والنجدة والمروءة والتسامح والعطف وغيرها من القيمالتي ساعدت على ترسيخها في وجدان الشعب، اما في العصر الحديث فقد اهتمت اوروبا في التراث الشعبي، ويعد وليام جون توماس اول من وضع مصطلح التراث الشعبي».
ويعد التراث الشعبي تاريخا للاحداث الاجتماعية بكافة اشكالها وصورها، فاذا كان التاريخ يسجل احداث الماضي السياسية، فان للتراث الشعبي اهمية تعادل اهمية تلك الاحداث ان لم تزد عليها، ولفهم كل حقبة من حقب التاريخ لا بد من دراسة حضارة تلك الفترة الزمنية حتى نستطيع ان نفهم تاريخ تلك المنطقة وتاثير ثقافة المجتمع على سير الاحداث السياسية المختلفة، وكذلك مدى تاثير الحضارات بين بعضها خاصة بعد المعارك الفاصلة، وكيفية تقليد المغلوب للغالب او العكس.
والتراث الشعبي جزء لا يتجزا من ماضي الامة الذي عايشته في فتراتها السابقة، واثر ذلك في حركتها، كما يعبر عن وجه الامة الحضاري وهويتها الثقافية التي تميزها عن سائر الامم، فلكل امة من الامم حضارة تختلف عن غيرها وان تشابهت في بعض الجوانب.
وبالحديث عن العولمة والتراث فالعولمة في مفهومها السلبي تحارب الهوية الوطنية والعادات والتقاليد معتبرة ان العالم اصبح قرية واحدة بلا حدود ثقافية، من هنا تاتي اهمية الحفاظ على التراث الشعبي وعلى الهوية الوطنية، وتعميق الانتماء الوطني، والبحث في كنوز التراثية وابرازها، وتشجيع المؤسسات الوطنية والباحثين الغيورين على جمع التراث الوطني ونشره، ومعرفة الثقافة الشعبية الشفوية لدى الاردنيين.
وتحدث الزعبي عن انواع التعبير عن التراث منها: الغناء الشعبي، والملابس التقليدية، والالعاب، والبناء، والادب الشعبي، واللهجة، والصناعات والحرف اليدوية، والعادات والتقاليد، وقد اعتمدت منظمة اليونسكو في عام 2009- بحسب مقال حول هيئة وطنية للتراث الثقافي غير المادي لـ رياض ياسين- اتفاقية حول صون التراث غير المادي واحترام الجماعات والافراد والتوعية على الصعيد المحلي والوطني والدولي باهمية التراث والتقدير المتبادل له.
ويعرف د. الزعبي الحاكية بانها:»الغريب من الاحداث او المواقف الذي لم يعتمد عليه الناس سواء كان ذلك بالفعل او القول، او ما شذ عما تعارفوا عليه من قيم وعادات وسلوكات او هي تجذير لتلك القيم المجتمعية الايجابية كالتضحية والمروءة، وتناقلوا الناس الحكايا للتخفيف من معاناتهم اليومية، وشظف العيش القاسي، خاصة ان معظم ابطالها هم اناس حقيقيون، خاصة ان الحكايا الشعبية تدعوا الى القبول بما هو ميسر، والى الوسطية.
كما ان وظيفة الحكايا الشعبية تمثل حلقة وصل بين الاجيال، تنقل بواسطتها خبرات الاخرين ومعارفهم للاجيال الصاعدة، وتساعد الشباب على فهم المجتمع، فبالاضافة للمتعة والتسلية فانها توسع مداركه وتكون جزءا من ثقافته.


«ارى المعنى»..  الانتقال
 من السرد التلقليدي الى المشهدية البصريه



بعد «الفوضى الرتيبة للوجود» و»عن الحب والموت» يجد  القاص هشام بستاني نفسه يقص بطريقة مغايره في  مجموعتة القصصية الجديدة والتي تحمل  عنوان «ارى المعنى» ويتخلى فيها عن التقنيات القصصية المعروفة والسائده  في سبيل حداثة نصّه ليتفلت من الرائج والمتوقع إلى الصورة السينمائية  والرسم والأخبار الصحافية في محاولة منه للانتقال من كتابية النص والسردية التقليدية  إلى نص فيه مشهديات بصريه لها ارتباط بفنون اخرى تعينه على توصيل فكرته .
تنوعت مجموعته الصادرة  حديثا عن دار الآداب اللبنانية بجملة من النصوص المتنوعة السرد المفعمة باشتغالات التجريب الجمالي والبحث الرصين في التقاط الأفكار، حيث توزعت فصوله إلى مجموعة من العناوين: «القيامة الآن»، «ليلى والذئب»، «كتاب المعنى»، «حوارات قصيرة مع امبيرتو اكابال»، «مرثية لبحر الارال»، «لعبة الحواس»، «غيوم الخيانة الماكرة»، «التاريخ لا يصنع على هذه الكنبة»، و»خلاص».
يمزج البستاني بالوان من الكتابة باحتراف في أسلوبية سردية بين النص الشعري والقصصي ينبش تفاصيل ورؤى ذاكرة من الإبداع الإنساني إلهاما وأحلاما مستندا الى الصورة ، كما لجأ إلى استخدام مفردات أثيرة من الموروث اللغوي القديم، مستعيناً بحكايات قديمة، تحوّل بعضها إلى أساطير، فإذا به ينسج عليها بناء قصصياً جديدا ثم وقف على خطاب حديث معاصر فيه من حس الاعتناء والتجريب في النص القصصي الشيء الكثير.
يصر البستاني في كل مرة من مؤلفاته ان يأخذ القارئ في عوالم المعرفة والأدب والفن، ليتجاوز به حدود المالوف محاولا التغلب على اللغة العادية في السرد، واظهار المخفي والمستور، كما يعمد الى المفارقة من خلال مزجه بين الصورة السينمائية والحدث اليومي ليوصل القارئ الى التركيز على التفاصيل التي يعيشها في المرء حياته، كما يبدو ان الوضوح خفيا في اسلوبية البستاني، حيث يبدا بسلاسة وبساطة مفعمة ليفاجا القارئ باظهار المخفي ويترك احيانا للقارىء الوصول للصورة بواسطة روافع  كثيره لغويه وصوريه  .
كتب  القاص يوسف عبد العزيز من صحيفة الحياة اللندنية والتي جاءت على الغلاف الخلفي للكتاب:»في قصص البستاني ثمة زمان شائخ، واحلام مقصوفة، وارض بيضاء ممتدة تشبه الكفن الهائل، ثمة مرحلة كاملة محروقة، ولا بد من فضح كل شيء».
يختتم البستاني عمله الذي جاء في 158 صفحة من القطع المتوسط بـ خلاص نقرا منها:»لن يفهموك..
ستظل تعجن الماء حتى تصير ترابا..
وحين تبعثرك الريح في اربع جهاتها..
تبقى يافطة الكولا المعلقة فوق قبرك تومض بلا انقطاع،
يرقص على انغامها رجال ونساء كثر رؤوسهم معباة بالهواء،
وبعد سكر طويل طويل،
يعودون للنوم بلا استيقاظ في قبورهم
ويغرقون في بحيرة متخيلة من المياه الغازية».

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF